الشاعر الكبير بدر شاكر السياب معلومات خاصه عنه وهوه توفي منذ زمن لكنه عائلته وبيتنا في العراق بجوار بعض والشاعر بدر شاكر السياب ومع احتراماتي للجميع انه لا يعرفه اله من قارئ الشعر بشكل كبير لنه شاعر كبير ولا يعرفه اله المثقفين الكبار وان شاء الله تستفيدون من هاذا الموضوع....
http://arabicnadwah.com/arabpoets/sayyab.jpghttp://ispbiraq.friendsofdemocracy.net/uploads/14575-24E4E1B4-12AD-480B-B8CB-CE0FEA689488.jpgهاذا النصب التمثالي ياما وانا صغير لعبت حوله
اتركم مع معلومات عنه
بدر شاكر السياب (1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية "جيكور" جنوب شرق البصرة في أسرة ريفية محافظة تتجر بالنخيل. درس الابتدائية في القرية المجاورة لجيكور والثانوية في "البصرة" 1938-1943، ثم انتقل الى بغداد فدخل جامعتها "دار المعلمين العالية" (1943-1948) والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الانكليزية فاطلع على آدابها ونجده عام 1960 في بيروت يطلب المعالجة، ثم يستبد بجسمه الشلل الكامل 1961، ولا ينفعه بعد ذلك أطباء بغداد والكويت وباريس ولندن وروما، ويتوفى في "المستشفى الأميري" بالكويت، فتنقل جثته الى البصرة، من دواوينه "أزهار ذابلة" 1947، و "أساطير" 1950، و "حفار القبور" 1952، و "ال**** العمياء" 1954، و "الأسلحة والأطفال" 1955، و"أنشودة المطر" 1962، و "المعبد الغريق" 1962، و "منزل الأقنان" 1963 و "شناشيل ابنة الجلبي" 1964. ثم نشر ديوا "اقبال" عام 1965. وله قصيدة "بين الروح والجسد" في ألف بيت تقريباً ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة "ديوان بدر شاكر السياب" 1971 وقدم له ناجي علوش. وله من الكتب "مختارات من الشعر العالمي الحديث"، و "مختارات من الأدب البصري الحديث".
انشودة المطر
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق خوف وجوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..
أنا ما أزال وفي يدي قدحي ياليل أين تفرق الشرب
ما زلت اشربها واشربها حتى ترنح أفقك الرحب
الشرق عفر بالضباب فما يبدو فأين سناك يا غرب؟
ما للنجوم غرقن ، من سأم في ضوئهن وكادت الشهب ؟
أنا ما أزال وفي يدي قدحي ياليل أين تفرق الشرب ؟
******
الحان بالشهوات مصطخب حتى يكاد بهن ينهار
وكأن مصاحبيه من ضرج كفان مدهما لي العار
كفان ؟! بل ثغران قد صبغا بدم تدفق منه تيار
كأسان ملؤهما طلى عصرت من مهجتين رماهما الحب
أو مخلبان عليهما مزق حمراء تزعم أنها قلب
******
يا ليل ، أين تطوف بي قدمي ؟ في أي منعطف من الظلم
تلك الطريق أكاد أعرفها بالأمس عتم طيفها حلمي
هي غمد خنجرك الرهيب ، وقد جردته ومسحت عنه دمي
تلك الطريق على جوانبها تتمزق الخطوات أو تكبو
تتثاءب الأجساد جائعة فيها كما يتثاءب الذئب
******
حسناء يلهب عريها ظمأي فأكاد أشرب ذلك العريا
وأكاد أحطمه ، فتحطمني عينان جائعتان كالدنيا
غرست يد الحمى على فمها زهرا بلا شجر فلا سقيا
إن فتحته بحرها شفة ظمأى يعربد فوقها ندب
رقص اللهيب على كمائمه ومشى الطلاء يهزه الوثب
******
عين يرنح هدبها نفسي وفم يقطع همسه الداء
ويد على كتفي مجلجلة واخجلتاه أتلك حواء
لا كنت آدمها ولا لفحت فردوسي الخمري صحراء!
صوت النعاس يرن في أفقي فتذوب ناعسة له السحب
وانثال ، من سهري على سهري ينبوعه المتثائب الرطب
******
يا نوم بين جوانحي أمل لم أدر ، قبلك أنه أمل
مثل الفراشة بات يحبسها دوح بذائب طله خضل
لولا خفوق جناحها غفلت بيض الأزاهر عنه والمقل
أنا من ظلالك بين أودية عذراء كل مهادها عشب
هام الضباب على رفارفها طل الوشاح ... كنجمة تخبو
******
ماذا أراه ؟! أطيفها مسحت عنه التراب أنامل الغسق؟
هو يا فؤادي غيرها ، رفة هو من دمائك أنت من حرقي
هو ما نحن إليه بادلني حبي وفتح بالسنا أفقي
فإذا لثمت فغير خادعة باتت لكل مخادع تصبو
أفكان سورا قام بينهما بين الخيانه والهوى _ هدب ؟
******
خفقت ذوائبها على شفتي وسنى فأسكر عطرها نفسي
نهر من الاطياب ارشفني ريحا تريب مجابر الغلس
فكان ناديا ضمخته يدا آذار غرد ليلة العرس
فغفا وما زالت ملاحنة ملء الفضاء يعيدها الحب
أو أن سوسنة يراقصها رجع الغناء بشعرها تربو
******
يا جسم طيفك ، انت يا شبحا من ذكرياتي يا هوى خدعا
لعناتي الحنقيات ما برحت تعتاد خدرك والظلام معا
خفقت بأجنحة الغراب على عينيك تنشر حولك الفزعا
الصبح ، صبحك ، ضحك شامته والليل ليلتك مضجع ينبو
وإذا هلكت غدا ، فلا تجدي قبرا ومزّق صدرك الذئب ؟
******
والبوم يملأ عشه نتفا من شعرك المتعفر النّخر
ويعود ثغرك للذباب لقي ويداك مثقلتان بالحجز
لا تدفعان أذاه عن شفة بالأمس اخرس لغوها وترى
وليسق من دمك الخبث غدا دوح تعشش فوقه الغرب
تأوي الصلال الى جوانبه غرثي ويعوي تحته الكلب
يتبع>>>>