هاهي سفينة الإحزان
وقد رست لمن هم أصحاب شجون
وفي تلك السفينة عالم مجهول
ووجوه متعددة
بعضها يكسوه الزيف
وبعضها قد تجلل بالطهر
فركبت تلك السفينة ووضعت قدماي
فماذا رأيت يا ترى؟
رأيت بها عالم من الخيال
فأضاءت أسارير وجهي
وانجلى عني الهم والحزن
فسرحت في نواحي السفينة
ابحث عن زاوية تضمني
واشعر فيها بالأمان
فحانت لي زاوية صغيرة
وبها مصباح مضيئة يبعث الأمل
فجلست بها أتأمل
وإذا بطائر يطير ويحلق بها
وجلس جنبي ومسح بجناحيه
فأحسست بشيء غريب ينتابني
فوضعته على يدي ومسحت عليه
وإذا به يطبق على يدي بكلتا يديه
ويدمي يدي ويمضي ليحلق من جديد
فتعالت مني النظرات إليه
فكأنه شفى غليل كان يبتغيه
ومضى بعيدا وتوارى
وكان ابعد من أن أراه
فانطفأ ذاك السراج الذي كان ضئيل
وظلت غرفتي مظلمة من جديد
وبقيت في تلك السفينة أبحر من جديد
في بحر عميق به غربة وحزن
وإذا بيدين كالشرار تطير
صفعتني وأنزلتني إلى الحضيض
وذكرتني وقالت:
أنا الحزن والدمعة
وقد عدت إليك من جديد
توقيع :سهران اليل